بقلم أميرة عزيزي
في عالمٍ يكثر فيه الحديث عن التغيير، يبرز كريم عرفة كمثال حي على أن الفعل أقوى من الكلمات، وأن الإصلاح لا يحتاج إلى منصب أو نفوذ، بل إلى العزيمة والإيمان بالمستقبل. منذ انطلاقه في العمل التطوعي عام 2018، كرّس كريم جهوده لخدمة المجتمع، بعيدًا عن السياسة، ليكون نموذجًا للمواطن الفاعل الذي يضع بصمته في كل زاوية تحتاج إلى الأمل.
بإرادة لا تعرف المستحيل، أنجز كريم 10 جسور في المناطق الريفية، فكّ بها عزلة العديد من القرى، مانحًا سكانها فرصة لعبور آمن بعيدًا عن المخاطر.
لم يتوقف عند ذلك، بل واصل مسيرته بإعادة تزويق وصيانة 23 مدرسة، ليمنح الأطفال بيئة تعليمية أكثر إشراقًا واملا.
ولأن المسؤولية المجتمعية لا تقتصر على البناء فقط، كان لكريم دورٌ بارز في صيانة شبكات البالوعات بعد حادثة وفاة الطفلة فرح، حيث تحرك بسرعة ليحول الألم إلى دافعٍ للعمل، ويؤكد أن الأمان حقٌ للجميع وليس رفاهية.
إيمان كريم بأن الإصلاح لا يحتاج أكثر من العزيمة والأمل جعله رمزًا للعمل التطوعي في تونس، حيث يواصل مسيرته دون انتظار مقابل، بل بدافعٍ واحد: أن يرى وطنه ينمو ويتقدم بجهود أبنائه.
إنه ليس مجرد صانع جسور، بل صانع أملٍ حقيقي، يثبت أن التغيير يبدأ من الفرد، وأن كل خطوة صغيرة نحو الإصلاح تصنع فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين.