بقلم أميرة عزيزي
غزالة – بنزرت | شهدت منطقة الجفنة التابعة لمعتمدية غزالة من ولاية بنزرت خلال الأيام الأخيرة نفوق عدد من الأبقار، في حادثة أثارت مخاوف المربّين وأهالي الجهة، وسط ترجيحات بانتشار الحمى القلاعية، وهو مرض فيروسي سريع العدوى يصيب الماشية ويؤدي في حالات كثيرة إلى النفوق، خاصة في ظل غياب التلقيح والرعاية البيطرية الضرورية.
ووفق ما أفاد به عدد من الفلاحين المحليين، فإن الأبقار النافقة ظهرت عليها أعراض الحمى القلاعية بشكل واضح، من ارتفاع في درجة الحرارة، وتقرحات في الفم والأظلاف، إضافة إلى فقدان الشهية والضعف العام، وهي أعراض مطابقة لما أكدته تقارير بيطرية سابقة عن انتشار الفيروس في مناطق مختلفة من البلاد.
ويُعدّ مرض الحمى القلاعية من أخطر الأمراض المعدية التي تصيب الحيوانات ذات الحافر، وينتقل بسرعة عبر الهواء أو الأدوات الملوثة أو حتى البشر الذين يحتكون بالحيوانات المصابة، ما يجعل من احتوائه تحديًا كبيرًا يتطلب تدخلاً سريعًا وفعّالًا من قبل الدولة.
وفي هذا السياق، طالب عدد من مربي الماشية في غزالة بتدخل عاجل من وزارتي الفلاحة والصحة البيطرية، مؤكدين أن التأخر في احتواء البؤرة سيؤدي إلى خسائر فادحة، ليس فقط في الثروة الحيوانية بل أيضًا في القدرة الإنتاجية للمربين ومعيشتهم اليومية.
من جهتهم، دعا ناشطون في المجتمع المدني والمهتمون بالشأن الفلاحي إلى ضرورة تكثيف حملات التلقيح، وتوفير فرق بيطرية متنقلة لمعاينة القطيع، وعزل الحالات المشتبه فيها، فضلاً عن تعويض المربين المتضررين.
وفي ظل غياب بيان رسمي من السلطات الجهوية أو المركزية حتى الآن، تبقى الأنظار موجهة نحو الجهات المعنية، على أمل أن تتحرك سريعًا قبل أن تتسع رقعة العدوى، خصوصًا مع اقتراب فصل الصيف الذي قد يُفاقم من انتشار الفيروس في حال لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية صارمة