بقلم أميرة عزيزي
انعقدت الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية يوم الثلاثاء، 20 ماي 2025، في مدينة جنيف السويسرية، حيث تم اعتماد اتفاقية الوقاية من الجوائح الصحية والتأهب والاستجابة لها، وذلك بعد ثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة. كانت تونس من بين الدول التي صوتت لصالح هذه الاتفاقية، بل وكانت من المبادِرات بالدعوة إليها، ما يعكس التزامها الراسخ بتعزيز الأمن الصحي العالمي.
وأكدت وزارة الصحة التونسية أن هذه الاتفاقية تمثل إنجازًا تاريخيًا ومكسبًا جوهريًا للنظام الصحي الدولي، مشيرة إلى أن تونس كانت من أوائل الدول التي دعمت فكرة وضع معاهدة دولية لمجابهة الجوائح منذ 30 مارس 2021، عندما أطلق الرئيس قيس سعيد نداءً مشتركًا مع 26 من قادة الدول والحكومات، إلى جانب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بهدف معالجة النقائص التي ظهرت خلال جائحة كورونا.
وعلى هامش الجمعية، عقد وزير الصحة التونسي، الدكتور مصطفى الفرجاني، لقاءات مع مسؤولي منظمة الصحة العالمية، حيث تم الاتفاق على تعزيز التعاون في عدد من المجالات الحيوية، من بينها:
- نقل تكنولوجيا اللقاحات بالحمض النووي الريبي (RNA) لتطوير الإنتاج المحلي.
- تفعيل نهج "الصحة الواحدة" الذي يربط بين صحة الإنسان، الحيوان، والبيئة لضمان استجابة متكاملة للأزمات الصحية.
- إطلاق برامج وطنية للتدريب والتكوين المستمر في المجال الصحي مع إمكانية التوسع إقليميًا.
- إنشاء مركز جهوي في تونس لمتابعة تطبيق نهج "الصحة الواحدة" على المستوى الإقليمي.
كما أعربت تونس عن استعدادها لاستضافة أنشطة ومكاتب جديدة لمنظمة الصحة العالمية خارج جنيف، خاصةً فيما يتعلق بتفعيل إعلان مؤتمر "الصحة الواحدة"، المقرر تنظيمه في جوان 2025. كذلك أكدت التزامها بأن تصبح منصة إقليمية لتصنيع اللقاحات وتطوير علاجات مبتكرة، على غرار العلاج المناعي للسرطان، والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وذلك بالشراكة مع معهد باستور تونس.
لم تقتصر مشاركة تونس في جمعية الصحة العالمية 2025 على الحضور الدبلوماسي، بل كانت مساهمة فاعلة في صياغة مستقبل الصحة العالمية. ومن خلال دعمها للاتفاقية، تعزيزها للشراكات الدولية، وسعيها لأن تكون مركزًا إقليميًا للصحة والابتكار، تثبت تونس أنها لاعب رئيسي في الجهود العالمية لحماية البشرية من الجوائح والطوارئ الصحية المستقبلية.
