top of page

ربابنة و مهندسو أسطول الصمود

  • Photo du rédacteur: EMIRA azizi
    EMIRA azizi
  • 6 oct.
  • 2 min de lecture
ree

في لحظة تاريخية، حين قررت عشرات السفن أن تُبحر من تونس نحو غزة، متحدية الحصار البحري، كان هناك من يقودها دون أن يظهر، من يُصلح محركاتها دون أن يُذكر، ومن يضمن سلامتها دون أن يُصفق له أحد. هؤلاء هم الربابنة والميكانيكيون، العمود الفقري لأسطول الصمود، الذين جعلوا من البحر ممرا للكرامة، لا مجرد مسار ملاحي.


الربابنة: حراس الاتجاه والمعنى

أن تكون ربانا في أسطول يتجه نحو غزة، ليس مجرد مهمة تقنية. إنه فعل أخلاقي، مسؤولية جسيمة، ومواجهة مفتوحة مع الخطر.

من بين هؤلاء، على سبيل الذكر و لا الحصر


- عبد الله علية: قاد سفينته بصمت، واضعا نصب عينيه سلامة الطاقم قبل كل شيء. لم يكن يبحث عن مجد، بل عن وصول.

- محمد علي محيي الدين: ربان سفينة أمستردام، الذي واجه المداهمات الإسرائيلية بحكمة وثبات، وكان من أوائل من تم ترحيلهم بعد الاعتقال.

- زياد جاب الله: أحد قادة سفينة اللكتالا، الذي تولّى القيادة وسط الظلام و المراوغة ، حين كانت نوافذ السفينة تُكسر تحت ضغط الاحتلال، وكان صوته هو البوصلة.


هؤلاء لم يُذكروا في البيانات الرسمية إلا عرضا، لكنهم كانوا أول من واجه البحر، وأول من خاطب الموج باسم فلسطين.


الميكانيكيون: الذين يُصلحون كي لا يتوقف الحلم

في قلب كل سفينة، هناك من يُراقب المحرك، يُصلح الأعطال، ويُبقي السفينة حيّة. هؤلاء الميكانيكيون لم يظهروا في الصور، لكنهم كانوا في قلب الفعل.

في لحظات الأعطال، حين كانت السفن تُرش بالماء أو تُحاصر، كان الميكانيكيون يُعيدون تشغيل الحياة، يُصلحون ما كُسر، ويُبقون الأمل عائمًا.


لا نملك كل أسمائهم، لأنهم لم يُطالبوا بالتوثيق، لكننا نعلم أن بينهم تونسيين، شبابا وكهولا، من مدارس مهنية وموانئ شعبية، آمنوا أن التضامن لا يحتاج إلى ميكروفون، بل إلى مفكّ ومفتاح صامولة.


البطولة التي لا تُذاع

أسطول الصمود لم يكن ليصل إلى المياه الدولية لولا هؤلاء. الربابنة الذين قرأوا الخرائط تحت الضغط، والميكانيكيون الذين أصلحوا المحركات تحت التهديد. هم الذين جعلوا من السفن أكثر من أجسام عائمة، بل رسائل حيّة، تنقل الأدوية وحليب الأطفال، وتنقل أيضًا معنى أن الكرامة تُصنع في الظل.


أميرة عزيزي _Amira Azizi

bottom of page