بقلم أميرة عزيزي
فقدت الساحة الفنية التونسية أحد أبرز رموز فن الثورة، الفنان أحمد العبيدي، المعروف بلقب كافون، الذي رحل عن عالمنا يوم السبت 10 مايو 2025 بعد صراع مع المرض. كان هذا الخبر بمثابة صدمة لمحبيه، الذين تابعوا مسيرته الفنية الحافلة بالصمود والإبداع رغم التحديات الصحية التي واجهها.
لم يكن كافون مطربًا تقليديًا، ولم يكن فنه بالضرورة يعجب الجميع، لكن ما ميّزه كان قدرته على التعبير عن معاناة الفئة المهمّشة في تونس، وخاصة أبناء الأحياء الشعبية الذين وجدوا في كلماته صدى لحياتهم اليومية. بأسلوبه الخاص، استطاع أن يكون صوت هؤلاء الذين قلّما يجدون من يعبّر عن مشاغلهم في الساحة الفنية.
ترك كافون بصمة واضحة في موسيقى الريغي العربية، حيث مزج بين الإيقاعات الإفريقية والتونسية، ليخلق لونًا موسيقيًا فريدًا لامس قلوب الجماهير. أعماله مثل "حوماني"، "معليش"، "شق شق"، و"شبيني وبينك" حققت انتشارًا واسعًا، وأصبحت جزءًا من الذاكرة الفنية التونسية، حيث حملت رسائل مباشرة عن الأمل، الكفاح، والمصاعب التي تواجه أبناء الشعب.
واجه كافون مرضًا نادرًا تسبب في انسداد شرايين القدم، مما أدى إلى بتر ساقيه على مراحل، لكنه لم يسمح لهذا الألم بأن يكسر روحه الفنية. رغم التحديات الصحية، ظل محافظًا على ابتسامته المعهودة، وواصل الغناء والتفاعل مع جمهوره، ليصبح رمزًا للصمود الإرادة لدى الجميع.
حتى في أصعب لحظاته، لم يتوقف عن الإبداع، حيث شارك في أعمال درامية مثل "رقوج الكنز" في رمضان 2025، ليؤكد أن الفن بالنسبة له لم يكن مجرد مهنة، بل رسالة حياة.
وداعًا كافون، لكن إرثك باقٍ
برحيله، فقدت تونس فنانًا مميزا استطاع أن يكون صوت الناس و صوت الشباب المهمش
، وأن يحوّل الألم إلى إبداع. لكن إرثه سيظل حيًا في قلوب محبيه، وفي كل أغنية حملت صوته ورسائله الصادقة.