طب العائلة في تونس، بين الرعاية والكرامة
- EMIRA azizi
- 6 oct.
- 2 min de lecture

في قلب العاصمة التونسية، وعلى امتداد يومي 4 و5 أكتوبر 2025، التأم جمع من الأطباء، الباحثين، والممارسين في الرعاية الصحية الأولية، ضمن فعاليات المؤتمر التاسع عشر للجمعية التونسية لطب العائلة. لم يكن اللقاء مجرد مناسبة علمية لتبادل المعارف، بل جسّد لحظة تأمل جماعي في معنى الطب، وحدود التقنية، وواجب الكرامة.
من الطب إلى الإنسان
طب العائلة، كما تجلّى في هذا المؤتمر، لم يُقدَّم كمجرد تخصص طبي، بل كفلسفة رعاية تنطلق من فهم الإنسان في سياقه الاجتماعي، النفسي، والبيئي. فالمداخلات التي تناولت أمراض العصر، من السكري إلى اضطرابات النوم، ومن السمنة إلى فرط الحركة لدى البالغين، لم تكتف بعرض البروتوكولات العلاجية، بل طرحت أسئلة أخلاقية حول الإنصاف في الوصول إلى العلاج، وضرورة الإصغاء إلى المريض لا فقط تشخيصه.
كرامة المريض في نهاية الحياة
من أبرز اللحظات المؤثرة، كانت الجلسة المخصصة لمرافقة المريض في نهاية حياته. هناك، تحوّل النقاش من تقنيات التسكين إلى فلسفة الوداع. كيف نُهيّئ المريض للموت دون أن نختزل وجوده في الألم؟ كيف نُحافظ على كرامته حين تتراجع قدرته على التعبير؟ كانت هذه الأسئلة بمثابة مرآة أخلاقية للمهنة، تذكّر الطبيب بأنه ليس فقط معالجا، بل شاهدا على هشاشة الإنسان.
الذكاء الاصطناعي والطب
في زمن تتسارع فيه الابتكارات، ناقش المؤتمر دور الذكاء الاصطناعي في البحث الطبي. لكن اللافت أن النقاش لم يكن احتفاليًا، بل نقديًا: هل يمكن للآلة أن تُحاكي حدس الطبيب؟ هل يُمكن للبيانات أن تُعوّض عن الإصغاء؟ كانت هذه المداخلات دعوة للتفكير في حدود التقنية، وفي ضرورة الحفاظ على البُعد الإنساني في الممارسة الطبية.
نحو طب عائلي أكثر عدالة
المؤتمر، في مجمله، كان دعوة لإعادة التفكير في الطب العائلي كأداة للعدالة الصحية. فالرعاية الأولية ليست فقط خط الدفاع الأول ضد المرض، بل هي أيضا مساحة للإنصاف، للوقاية، ولإعادة الاعتبار للإنسان في منظومة غالبا ما تُغرقه في الأرقام.
بقلم أميرة عزيزي _Amira azizi


