top of page

ناقوس الخطر يهدد إرث القيروان

  • Photo du rédacteur: Amira AZIZI
    Amira AZIZI
  • 22 juil.
  • 2 min de lecture
ree


في مساء الإثنين 21 جويلية 2025، شهدت مدينة القيروان حادثا مؤلمًا تمثل في سقوط الجزء الخلفي من السور الحديدي المحيط بفسقية الأغالبة، أحد أبرز المعالم التاريخية في تونس. ورغم أن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية، إلا أنه أعاد إلى الواجهة قضية الإهمال المزمن الذي يطال المعالم الأثرية في البلاد، والتي سبق أن أشرنا إليها في مقال سابق، مؤكدين أن هذه الكنوز المعمارية تحتاج إلى تدخل عاجل وجاد لصيانتها ، حفاظا على الإرث الحضاري الذي يشهد على عظمة التاريخ الإسلامي في شمال إفريقيا.


فسقية الأغالبة: معجزة هندسية من القرن التاسع


تُعد فسقية الأغالبة من أهم المعالم الهيدروليكية في تاريخ العالم الإسلامي ، وقد شيدت بين سنتي 860 و862 ميلاديا، في عهد الأمير الأغلبي أبو إبراهيم أحمد. تقع خارج أسوار المدينة العتيقة، وتضم حوضا كبيرا بقطر يتجاوز 128 متر ، وحوضا صغيرا للتصفية، إضافة إلى مواجل لتخزين المياه. كانت هذه المنشأة تُستخدم لتزويد القيروان بالماء، في منطقة تعاني من شح الموارد المائية، وقد أبهرت المؤرخين ببراعتها الهندسية وتناسقها المعماري.



حادثة السقوط: الأسباب والتداعيات


وفقًا للتقارير المحلية، فإن الرياح القوية ودرجات الحرارة القياسية التي شهدتها القيروان عشية الحادثة كانت السبب المباشر في انهيار السور الحديدي لكن السؤال الأهم يبقى: هل كانت البنية التحتية لهذا المعلم مهيأة لمواجهة مثل هذه التقلبات المناخية؟ وهل تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في السنوات الأخيرة؟


الحادثة أثارت استياء واسعا في صفوف المجتمع المدني، حيث عبّر العديد من النشطاء عن قلقهم من الوضعية المتردية للفسقية، التي تعاني منذ فترة من تراكم الأوساخ وانبعاث الروائح الكريهة، فضلا عن تهالك بنيتها الخارجية.

دعوة ملحة و متجددة للصيانة والترميم


إن سقوط جزء من سور فسقية الأغالبة ليس مجرد حادث عرضي، بل هو رسالة تحذير صارخة من مستقبل مظلم قد يطال معالم أخرى إذا استمر الإهمال. لقد آن الأوان لتفعيل خطة وطنية شاملة لصيانة المعالم التاريخية، تشمل تقييما دوريا للبنية التحتية، وتدخلا فنيا عاجلا، وتخصيص ميزانيات كافية لترميم هذه الكنوز التي لا تُقدّر بثمن.


فسقية الأغالبة ليست فقط شاهدا على عبقرية الأغالبة، بل هي رمز لهوية القيروان وتاريخها العريق. الحفاظ عليها هو واجب وطني وأخلاقي، يتجاوز حدود التراث ليصل إلى جوهر الانتماء الحضاري.

bottom of page