top of page

افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج : عندما تصير البوصلة أداة استهتار

  • Photo du rédacteur: Amira AZIZI
    Amira AZIZI
  • 20 juil.
  • 2 min de lecture
ree

-بقلم أميرة عزيزي -




في ليلة 19 جويلية، افتُتحت الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي بعرض موسيقي بعنوان "من قاع الخابية"، من توقيع الموسيقار محمد القرفي، على ركح المسرح الأثري بقرطاج.

العرض كان بمثابة رحلة فنية عبر مراحل مفصلية من تاريخ الأغنية التونسية، حيث أعاد تقديم روائع خميس الترنان، محمد التريكي، محمد الجموسي، علي الرياحي، الهادي الجويني، عبد الحميد السلايتي وصالح الخميسي، بمرافقة الأوركسترا السمفوني التونسي، وكورال أوبرا تونس، وبمشاركة فنانين تونسيين من بينهم شكري عمر الحناشي، محرزية الطويل، حمزة الفضلاوي، وضيف الشرف الشاذلي الحاجي، إلى جانب إطلالة مسرحية للفنان جمال المداني والفرقة الوطنية للفنون الشعبية.


كنا قد أشرنا في مقالٍ سابق إلى أن هذه الدورة تبدو بلا بوصلة فنية، لكن عرض الافتتاح جاء ليؤكد ما هو أبعد من ذلك: ليس فقط أنها بلا بوصلة فنية ولا تقنية، بل إنها تبحر ببوصلة استهتارية بتاريخ المهرجان، وبوصلة مصلحة شخصية بحتة، لا تعترف لا بالجمهور ولا بالذاكرة الثقافية.

الجمهور... بين خيبة وتندّر


رغم القيمة الرمزية للعرض، عبّر عدد كبير من الحاضرين عن خيبة أملهم، حيث انتشرت على مواقع التواصل تعليقات مثل:

- "عرض ثقيل، بلا روح، وكأننا في بروفة غير مكتملة"

- "وين الموسيقى؟ وين تونس؟"

- "ركح قرطاج صار منصة علاقات لا فن"

- "خرجنا قبل نهاية العرض... لا صوت ولا صورة"


فيديوهات متداولة على يوتيوب أظهرت مغادرة جماعية للجمهور قبل انتهاء العرض، وسط تذمّر من ضعف الإضاءة، ارتباك في التنسيق، وغياب الإبهار البصري الذي وعدت به إدارة المهرجان.


خلاصة الموقف


عرض"من قاع الخابية"، رغم نواياه التكريمية، لم ينجح في إحياء ذاكرة الأغنية التونسية كما أُعلن، بل كشف عن أزمة إدارة ثقافية تتجاوز حدود الركح.

افتتاح الدورة 59 لم يكن مجرد عرض فني ضعيف، بل كان إعلانا صريحا عن غياب الرؤية، وتقدّم المصالح الخاصة، وتراجع الفن إلى الصفوف الخلفية.


ختامها


قد يكون العرض بعنوان "من قاع الخابية"، لكن يبدو أن الخابية نفسها قد انقلبت، وسُكبت منها كل عناصر الدهشة والإتقان قبل أن تُعرض على الجمهور.

وربما البوصلة الوحيدة التي اشتغلت تلك الليلة كانت بوصلة الاستعراض الذاتي: من يسلّم على من، ومن يظهر في صورة من، ومن يصفق لمن.

أما الفن... فقد تسلّل من باب خلفي، وترك الركح لمن لا علاقة لهم بالإيقاع، لا الموسيقي ولا التاريخي.


وبين جمهور يُصفق رغما، وجمهور يغادر صامتا، يبقى السؤال: هل أصبح مهرجان قرطاج يحتاج إلى مهرجان لإصلاح مهرجانه؟

bottom of page