بقلم أميرة عزيزي ---
شهدت تونس اليوم الخميس 12 جوان وغدًا الجمعة 13 جوان 2025 توقفا كاملا لحركة القطارات، إثر تنفيذ أعوان وإطارات شركة السكك الحديدية إضرابا عن العمل لمدة يومين. يأتي هذا الإضراب بعد فشل المفاوضات بين الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية والنقابة الخصوصية للسكك الحديدية، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين.
أوضحت النقابة أن الإضراب جاء نتيجة "سياسة التسويف والمماطلة" التي تنتهجها الإدارة، خاصة فيما يتعلق بتنقيح النظام الأساسي وتسوية وضعيات الأعوان. كما أكدت أن التساخير الصادرة عن السلطات لا تستجيب للضوابط القانونية، معتبرة أنها محاولة لضرب الحق النقابي.
من جهة أخرى، عبّرت الشركة الوطنية للسكك الحديدية عن أسفها لفشل المفاوضات، مؤكدة أنها اتخذت كل الإجراءات الضرورية لتأمين نقل المواطنين عبر وسائل أخرى. ومع ذلك، فإن غياب القطارات سيؤثر بشكل مباشر على آلاف المسافرين الذين يعتمدون عليها يوميا للتنقل بين المدن، مما يزيد الضغط على وسائل النقل البديلة مثل الحافلات وسيارات الأجرة
يؤثر توقف القطارات على مختلف القطاعات، بدءا من العمال والطلبة الذين يعتمدون عليها للوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم، وصولا إلى الشركات التي تعتمد على النقل الحديدي لنقل البضائع. كما أن الإضراب يثير تساؤلات حول مستقبل السكك الحديدية في تونس، خاصة في ظل الأزمات المالية التي تعاني منها الشركة الوطنية للسكك الحديدية.
يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الأطراف المعنية من إيجاد حلول جذرية لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات؟ فبين مطالب الأعوان واحتياجات المواطنين، يبقى التوازن بين الحقوق والمصلحة العامة أمرا بالغ الأهمية لضمان استمرارية هذا المرفق الحيوي.