حريق بسفينة أسطول الصمود بميناء سيدي بوسعيد بين رواية نشطاء و نفي رسمي
- EMIRA azizi
- 9 sept.
- 2 min de lecture
في ساعة متأخرة من مساء الإثنين 8 اوت، اندلع حريق محدود في السفينة "فاميلي"، إحدى أبرز سفن "أسطول الصمود"، أثناء رسوها في ميناء سيدي بوسعيد. الحادث أثار جدلا واسعا وتكهنات متضاربة حول طبيعته، خاصة أن السفينة كانت تستعد للانطلاق ضمن قافلة بحرية تضامنية نحو غزة، دون تسجيل إصابات بشرية.
توثيق بصري وروايات متباينة
مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي وثّقت لحظة اندلاع الحريق، وأظهرت تصاعدا سريعا للنيران من مقدمة السفينة، تحديدا من منطقة تخزين سترات النجاة. أحد المقاطع يُظهر شرارة نارية تسقط بشكل مباشر فوق إحدى السترات، ما يعزز رواية الاستهداف الخارجي.
وائل نوار، عضو هيئة تنظيم "أسطول الصمود العالمي"، صرّح بأن الحريق ناتج عن "هجوم بطائرة مسيّرة ألقت مادة حارقة على مقدمة السفينة"، مؤكدا أن "الكيان الصهيوني وحده من يمكن أن ينفذ مثل هذا الهجوم". وأضاف أن الهدف من هذا الاستهداف هو بثّ الرعب وثني المشاركين عن مواصلة الرحلة التضامنية، معتبرا ما جرى "رسالة تهديد واضحة".
شهود عيان من أعضاء القافلة أكدوا بدورهم أنهم "رصدوا جسما طائرا قبل لحظات من اندلاع الحريق"، مشيرين إلى أن طبيعة النيران وسرعة انتشارها لا تتوافق مع حريق عرضي أو تقني.
نفي رسمي وتحقيقات متواصلة
في المقابل، نفت وزارة الداخلية التونسية، عبر الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي، صحة رواية الاستهداف الجوي، مؤكدا أن "الوحدات الأمنية والعسكرية لم ترصد أي نشاط جوي مشبوه في محيط الميناء". وأوضح أن الحريق ناتج عن خلل داخلي في معدات السلامة، مرجّحا أن يكون سببه احتكاك أو عقب سيجارة داخل سترة نجاة.
"ما تم تداوله بخصوص استهداف السفينة بطائرة مسيّرة عارٍ من الصحة، والتحقيقات متواصلة لتحديد الأسباب بدقة"، صرّح الجبابلي.
بين الرمزية والمساءلة
الحادث، رغم محدوديته، أعاد تسليط الضوء على التحديات التي تواجه "أسطول الصمود"، سواء من حيث السلامة التقنية أو الضغوط السياسية. كما كشف عن فجوة واضحة بين الرواية الرسمية وروايات أعضاء القافلة، خاصة في ظل وجود توثيق بصري يُظهر شرارة نارية تسقط على السفينة، ما يستدعي تحقيقا مستقلا وشفافا.
لجنة الأسطول دعت إلى تعليق التوجه نحو ميناء سيدي بوسعيد مؤقتا، في انتظار نتائج التحقيقات، مؤكدة أن جميع أفراد الطاقم بخير، وأن الرحلة التضامنية نحو غزة ستستأنف فور استكمال الإجراءات الفنية.
التحقيقات ما تزال جارية، وسط مطالبات حقوقية بتشكيل لجنة مستقلة تضم خبراء في السلامة البحرية وتقنيات الطائرات المسيّرة، لتحديد ملابسات الحادث بدقة، بعيدًا عن التجاذبات السياسية.
بقلم أميرة عزيزي _ Amira azizi


