top of page

سفينة "حنظلة" :محاولة اغتيال الضمير، فهل تُسكت الأمواج صمود الشعوب؟

  • Photo du rédacteur: Amira AZIZI
    Amira AZIZI
  • 22 juil.
  • 2 min de lecture
ree

-أميرة عزيزي-



في صباح يوم الأحد 21 جويلية 2025، تعرضت سفينة "حنظلة" في ميناء غالي بولي الإيطالي لمحاولة تخريب ممنهجة، كشفت عن وجه جديد من وجوه الحرب التي تُشنّ ليس فقط على غزة، بل على كل أشكال التضامن معها. لم يكن ذلك أول استهداف لأسطول الحرية، بل جاء بعد أقل من شهر من احتجاز السفينة الفرنسية "مادلين" في جوان 2025 داخل المياه الدولية، ضمن محاولة مستميتة لإخماد صوت الضمير العالمي.


محاولة التخريب في ميناء غاليبولي


- تمّ وضع مادة كيميائية حارقة داخل حاوية مياه مخصصة للطهي، يُشتبه أنها حمض الكبريتيك، مما تسبب في إصابة اثنين من أفراد الطاقم بحروق طفيفة.

- اكتُشف حبل سميك ملتف حول مروحة المحرك الرئيسي، تسبب في تلفه وتأخير الإبحار لساعتين.

- الحادثة وثّقتها كاميرات المراقبة، وتحتفظ بها اللجنة الدولية لكسر الحصار كأدلة قانونية، وسط مطالبات بفتح تحقيق دولي.


رغم ذلك، أبحرت "حنظلة" في تمام الساعة 09:23 صباحا بتوقيت إيطاليا، متحدية التخريب والتهديد، ومتجاوزة المياه الأوروبية باتجاه القطاع المحاصر.


تكتيك القمع خلال أقل من شهر


الاعتداء على "حنظلة" لم يكن حدثا منعزلا؛ فقد سبقه احتجاز سفينة "مادلين" ومنعها من بلوغ غزة، في انتهاك واضح لحرية الملاحة. أثارت الحادثة تنديدا واسعا، لكن غياب الرد الدولي الرادع سمح بتكرار الاعتداء، بعد أقل من شهر، في شكل تخريبي أكثر خطورة.


مسارات برية تُعرقل و لكنها تقوي العزيمة


ومثلما واجهت المبادرات البحرية التضييق، تعرّضت المسارات البرية لكسر الحصار أيضا لعرقلة ممنهجة

- قوافل March to Gaza، التي انطلقت من عدة دول مشيا على الأقدام نحو حدود فلسطين، واجهت تضييقا عند المعابر الحدودية وأحزمة الشرطة في الدول المجاورة.

- في ماي 2025، تم عرقلة قافلة الصمود المغاربية القادمة من تونس ، والتي كانت تتجه برا نحو رفح مرورا بليبيا في محاولة لكسر الحصار عن غزة.


لكن هذا القمع لم يُثن الفرق التضامنية المغاربية، بل زادها إصرارا ، وهي تُواصل الآن التحضيرات النهائية لإطلاق "أسطول الصمود" من أحد المواني التونسية في الشهر القادم، في تحرّك شعبي يتكامل مع المساعي الدولية لكسر الحصار.


من هي سفينة "حنظلة"؟


- سفينة صيد نرويجية صنعت سنة 1968، كانت تُعرف باسم "Navarin".

- أُعيد تجهيزها وتغيير اسمها تكريما لشخصية "حنظلة"، التي رسمها ناجي العلي لتصبح رمزا للكرامة الفلسطينية.

- السفينة تشارك في إطار تحالف دولي يضم نشطاء من أكثر من 20 دولة، يسعون لإيصال المساعدات الرمزية لغزة، وكسر الحصار المفروض منذ عام 2007.

غزة في ظل الكارثة الإنسانية


تشير بيانات الأمم المتحدة إلى:

- أكثر من 36,000 قتيل منذ أكتوبر 2023، بينهم آلاف الأطفال.

- أكثر من 2.1 مليون نازح داخلي، وسط انهيار شامل للخدمات الصحية والتعليمية.

- 85% من المواد الطبية مفقودة، إضافة إلى منع دخول الألعاب والكتب للأطفال.


طاقم السفينة: تنوّع يجسّد التضامن العالمي


على متن "حنظلة"، هناك 21 ناشطا من 10 جنسيات، بينهم:

- إيما فورو و غابريال كاتالا من فرنسا و هما نائبتان في الجمعية الوطنية الفرنسية.

- جاكوب بيرغر من الولايات المتحدة وهو ناشط حقوقي ومدرب إسعافات أولية.

- كويفا باترلي من إيرلندا وهي منسقة حملات سلام.

- حاتم العويني من تونس وهو محام معروف بالدفاع عن القضايا الإنسانية.

- إضافة إلى طاقم طبي وتقني من السويد، النرويج، إيطاليا، وماليزيا.

ختاما، لا تُغرق الضمير أمواج البحر

سواء برا أو بحرا، ورغم التخريب والاحتجاز والعرقلة، فإن إرادة الشعوب لا تنكسر. من "حنظلة" إلى "مادلين"، ومن قافلة الصمود إلى أسطول الصمود ، تتلاقى الطرق لتقول: غزة ليست وحدها والضمير لا يُغرقه الماء و لا تخيفه تهديدات الصهاينة.

bottom of page