بقلم أميرة عزيزي --
عيد الأضحى في تونس ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو أيضًا حدث اقتصادي مهم يُحرّك العديد من القطاعات ويخلق فرص عمل موسمية و دخلا مهما للعديد من الحرفيين . من أسواق الأضاحي إلى تجارة الأعلاف، ومن مهن الذبح والسلخ إلى بيع مستلزمات الشواء، يشهد الاقتصاد التونسي خلال هذه الفترة نشاطًا مكثفًا يؤثر على العرض والطلب في الأسواق.
يُعدّ عيد الأضحى أحد الفترات التي تشهد فيها الأسواق التونسية حركة مالية كبيرة، حيث يُنفق المواطنون مبالغ ضخمة على شراء الأضاحي، والتي تُعتبر العنصر الأساسي في هذه المناسبة. وفقا للتقارير، فإن أسعار الأضاحي في تونس هذا العام تتراوح بين 1500 و2000 دينار للخروف الواحد، وهو ما يمثل عبئا ماليًا ثقيلا على العديد من العائلات كما أن أسعار اللحوم الحمراء شهدت ارتفاعا ملحوظًا، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف 55 إلى 60 دينارا.
مع اقتراب عيد الأضحى، تنشط العديد من المهن الموسمية التي توفر دخلا إضافيًا محترما للعديد من العاملين كالوسطاء أوالسمسارة اللذين يعملون كحلقة وصل بين الفلاحين ومربي المواشي والمستهلكين، حيث يشترون الأضاحي بأسعار الجملة ثم يعيدون بيعها بأسعار أعلى في الأسواق.
كما تشهد مهنة الجزار و مقدمو خدمات الذبح طلبا مرتفعًا خلال أيام العيد، حيث يلجأ العديد من العائلات إلى الجزارين المحترفين لضمان ذبح الأضحية وفقًا للمعايير الشرعية الصحية.
و نظرًا للحاجة إلى تغذية الأضاحي قبل الذبح، يزداد الطلب على الأعلاف والتبن والشعير، كما يرتفع الإقبال على الفحم المستخدم في عمليات الشواء.
كما تُعتبر مهنة شحذ السكاكين من أكثر الأنشطة الموسمية رواجًا، حيث يحتاج الناس إلى أدوات حادة لذبح الأضاحي وتقطيع اللحوم. بعض العاملين في هذا المجال يحققون دخلا يوميًا يصل إلى 100 دينار خلال الأيام التي تسبق العيد.
بعد الذبح، يلجأ البعض إلى متخصصين في شوي رؤوس وأطراف الخرفان، وهي خدمة مطلوبة بشدة خصوصا في الأحياء الشعبية.
رغم النشاط الاقتصادي الكبير، يواجه السوق التونسي تحديات عديدة خلال عيد الأضحى، حيث
يعاني المواطنون من غلاء الأضاحي واللحوم، مما يدفع البعض إلى البحث عن بدائل مثل شراء اللحوم المستوردة بأسعار أقل.
رغم محاولات الدولة لتحديد أسعار مرجعية للأضاحي، إلا أن الأسعار الفعلية في الأسواق غالبًا ما تكون أعلى بسبب المضاربة وعدم الالتزام بالأسعار الرسمية.
كما يساهم نشاط السماسرة في رفع أسعار الأضاحي، حيث يتحكمون في العرض والطلب ويحددون الأسعار وفقًا لمصالحهم الخاصة.
عيد الأضحى في تونس ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو أيضًا موسم اقتصادي نشط يُحرّك العديد من القطاعات ويخلق فرص عمل موسمية. ورغم التحديات التي تواجه السوق، يبقى العيد فرصة للعديد من العاملين لتحقيق دخل إضافي والاستفادة من الطلب المتزايد على الخدمات المرتبطة بهذه المناسبة.