مأساة في مرناقْ : العثور على رضيع حديث الولادة في حضيرة، و حقائق صادمة تُكشف
- EMIRA azizi
- 9 août
- 2 min de lecture

في مشهد يختزل وجعا اجتماعيا عميقا، عُثر صباح اليوم على رضيع حديث الولادة داخل إحدى الحضائر بمنطقة مرناق، في ولاية بن عروس. الحادثة التي هزّت الرأي العام بدأت حين لاحظ شهود عيان امرأتين بصدد وضع شيء داخل الحضيرة، ليتضح لاحقا أنه طفل لا يتجاوز عمره بضع ساعات.
تدخل أمني عاجل
تم إعلام السلطات الأمنية التي تحركت بسرعة، حيث تولت نقل الرضيع إلى المستشفى الجهوي ببن عروس لتلقي الإسعافات اللازمة.
الأم تلتحق بالمستشفى وتُكشف الحقيقة
بعد أقل من ساعة من نقل الطفل، التحقت بالمستشفى فتاة قاصر تبلغ من العمر 17 سنة، تعاني من تعكرات صحية ناتجة عن الولادة. التحقيقات الأولية كشفت أن الفتاة هي والدة الرضيع، وقد تم توليدها داخل منزل العائلة بمساعدة أمها و خالتها، بعيدا عن أي إشراف طبي.
إخفاء وتوليد في السر
وفق ما أفادت به مصادر مطلعة ، فإن العائلة كانت على علم بحمل الفتاة، لكنها اختارت إخفاء الأمر عن المجتمع، خوفا من "العار" الاجتماعي. عملية الولادة تمت في ظروف غير صحية ، ثم تم التخلص من الطفل بوضعه في الحضيرة، في محاولة للتستر على الواقعة.
من يتحمل المسؤولية؟
النيابة العمومية فتحت تحقيقا عاجلا في الحادثة، وتم إيقاف والدة الفتاة القاصر بتهمة الإهمال وتعريض حياة قاصر ورضيع للخطر، إضافة إلى التستر على واقعة ولادة خارج إطار الزواج.
القانون التونسي، وفق مجلة حماية الطفل، يُحمّل الأولياء مسؤولية حماية القاصر من كل أشكال الإهمال أو الاستغلال، ويُجرّم كل فعل من شأنه أن يعرّض حياة الطفل أو القاصر للخطر، سواء كان ذلك بالإهمال أو التستر أو الامتناع عن طلب المساعدة الطبية.
هذه الحادثة تفتح الباب واسعا أمام تساؤلات حارقة:
- كيف يمكن أن تُترك فتاة قاصر تواجه الحمل والولادة في عزلة؟
- أين دور المؤسسات التربوية والاجتماعية في حماية القاصرات؟
- هل أصبح الخوف من الوصمة أقوى من غريزة الأمومة والرحمة؟
ما حدث في مرناق ليس مجرد حادثة فردية، بل مرآة تعكس هشاشة المنظومة الاجتماعية في التعامل مع القاصرات، وغياب ثقافة الدعم والاحتواء. الطفل نجا، لكن كم من أطفال وُلدوا في الظل ولم يُكتب لهم النجاة؟ وكم من فتيات يُعاقبن بصمت على أخطاء لم يكن لهن فيها خيار؟
أميرة عزيزي Amira Azizi


