top of page

مصر ليست مجرد حدود جغرافية بل وحدة المصير في مواجهة التحديات

  • Photo du rédacteur: Amira AZIZI
    Amira AZIZI
  • 14 juin
  • 2 min de lecture
ree

بقلم أميرة عزيزي -----



لطالما كانت مصر أكثر من مجرد حدود جغرافية، فهي قلب الأمة العربية النابض، والركيزة التي تشاركها العرب في لحظات التحدي والمجد. على مدار التاريخ، أثبتت تونس، الجزائر، وليبيا أن القضية المصرية ليست شأنا داخليا فحسب، بل جزءا من وحدة المصير العربي. ففي 5 جوان 1967 ، عندما تعرضت مصر للهجوم خلال حرب الأيام الستة، خرجت الشعوب العربية في مظاهرات دعما لها، وكان الدعم السياسي والعسكري حاضرا من الدول المغاربية، لا سيما في المواقف الدبلوماسية التي أعقبت الهزيمة.


ليس من المنطق أن يُقال إن دول المغرب العربي تهدف إلى زعزعة استقرار مصر، فقد شهد التاريخ العديد من اللحظات التي وقفت فيها هذه الدول إلى جانب مصر في المحن. على سبيل المثال، خلال حرب أكتوبر 1973، لعبت الجزائر دورا بارزا في دعم المجهود الحربي المصري، حيث أرسلت كتيبة مقاتلة إلى الجبهة، وقدّمت مساعدات عسكرية. كما أن تونس لطالما كانت في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية، وهو موقف يتماشى مع المواقف المصرية الداعمة لهذا الحق العربي.


ومع تصاعد الأحداث اليوم، تواجه مصر تحديات كبيرة، لكن هذه التحديات ليست مصرية فحسب، بل هي جزء من معركة الأمة العربية بأسرها. فالقضية الفلسطينية، التي مرّت بمنعطفات حاسمة خلال السنوات الماضية، باتت اليوم في لحظة فارقة، حيث يشهد قطاع غزة حصارا مشددا منذ 2007، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، يُفاقمها الموقف الدولي المتراخي.


في ظل التعقيدات السياسية الراهنة، وجدت الحكومة المصرية والجيش المصري نفسيهما أمام موقف حساس بسبب الإجراءات المفروضة على قافلة الصمود، التي انطلقت من تونس يوم 9 ماي 2025 بهدف كسر الحصار على غزة. ورغم أن هذه التعقيدات تعكس مخاوف أمنية حقيقية، إلا أن الحل لا يزال ممكناً: يكفي السماح لعبور المرافقين القادمين جوا، والتعامل معهم بما يليق بجهودهم الإنسانية. كما أن فتح المعبر أمام القافلة، وفق إجراءات تحترم التصاريح والضوابط الأمنية، سيحقق توازنا بين ضرورات الأمن والواجب الأخلاقي.


اليوم، التاريخ يُسجل اللحظة، والخيار أمام مصر واضح: إما أن تنحاز إلى قيم العدل والإنسانية، أو أن تترك العدو يستغل الفرصة لصالحه، و الشعوب العربية لن تنسى هذه المواقف، والإرث المشترك الذي بنته الدول المغاربية مع مصر هو أكبر دليل على وحدة المصير التي لا يمكن إنكارها.

bottom of page